جنازة ويتني هيوستن: وداع مؤثر للفنانة وبوبي براون يغادر قبل بدء الحفل
ودّع العالم الفنانة الاميركية ويتني هيوستن خلال حفل تأبيني أقيم في
الكنيسة المعمدانية في مقاطعة نيو جيرسي في الولايات المتحدة. وقد حضر
المراسم حوالى 1500 مدعو قدموا لتوديع الفنانة الراحلة.
عمت الكنيسة أجواء من الحزن الشديد والدموع على فقدان الإبنة والأم
والشقيقة والصديقة والزميلة ويتني هيوستن. والجدير بالذكر أن زوج الفنانة
السابق، بوبي براون، وصل مع حشد من الأشخاص ولكنه استاء وغادر سريعاً إذ لم
يتمكن من تأمين اماكن يجلسون فيها.
وألقى عدد من المغنيين والممثلين خطابات لرثاء الفنانة الراحلة والتعبير
عن عطفهم وتقديرهم حيالها. وكان الممثل الاميركي كيفن كوستنر، زميلها
وصديقها، أوّل الخطباء، فقدّم احتراماته وعبّر عن حزنه قائلاً: "لن ننسى
أبداً ويتني .. كان لدينا الكثير من الأمور المشتركة، حتى لو يبدو الأمر
غريباً. كبرنا كلينا في كنيسة معمدانيّة. كنا نضحك كثيراً، الكنيسة كانت
تجمعنا. اتخيلها فتاةً صغيرة تركض هنا .. أتخيلها أيضاً واقعة في المشاكل،
تحاول أن تستمر بابتسامتها هذه. عادت ويتني إلى ديارها، من هنا انطلقت.
أتذكر، حين طلبت منها أن تكون زميلتي في "The Bodyguard"
كانت في قمة الشهرة. حاولوا منعي، لافتقارها للخبرة التمثيلية ولأنها كانت
سوداء. لكنني كنت مقتنع بخياري. فتوجب على ويتني أن تستحق الدور، ورأيتها
خائفة و ليست متأكدة من مظهرها أو موهبتها. قلت لها أنني أثق بموهبتها
وانني إلى جانبها. لكن الشك كان مزروعاً في داخلها. أردت أن أقول لها أنها
خياري الوحيد وأنني سأختارها مهما كان السبب. كانت دائماً تتساءل: هل
سيحبونني؟ هل أنا حقاً موهوبة؟ هل موهبتي كافية؟ ويتني، لست جيدة، أنت
عظيمة. جعلت الفيلم عظيماً وأنت وحدك استحقيتي الدور في ذلك الوقت. كنت
جميلة جداً والناس احبوكي. واليوم قد رحلتي، تاركة لنا الذكريات".

تبعت كوستنر الفنانة الاميركية أليشا كيز التي أهدت هيوستن أغنية من
تأليفها: "دخلت ويتني قلوب الجميع ويا لها من إنسانة عطوفة وحنونة. هذا أمر
نادر. ساعدت الكثير من الفنانين وأعطتنا الثقة بأنفسنا. هي ملاك بالنسبة
لنا."
أمّا المنتج كلايف دايفس الذي أطلق ويتني هيوستن في عالم الفنّ فرثاها
بطريقته الخاصّة: "ننتظهر كل العمر لإيجاد صوت ووجه وطلة مثل تلك التي
تمتلكها ويتني .. تعرفت عليها عام 1983 ولم أرى شخصاً مثلها. جلست معها
الأسبوع الفائت وتكلمنا عن الموسيقى وتذكرت جميع النجاحات التي حققناها
معاً. لم تكن أبداً متعجرفة بل شاكرة لكل ما تمتلكه. حين دعيت للتمثيل في "The Bodyguard"
كنت قلقاً حيال انتقالها من عالم الموسيقى إلى عالم التمثيل، لكنها أبهرت
الجميع من جميع النواحي .. عشقتها الكاميرا. لم تكن ويتني تلك الفتاة
الخجولة بل عشقت الموسيقى وعاشتها. الموسيقى عالمها وبرعت فيه. كانت فريدة
من نوعها. نعم ارتكبت الاخطاء ولربما حصل سوء تفاهم بيني وبينها لكن حين
احتجتها كانت إلى جانبي". وتوجه إلى إبنة الفنانة الراحلة، وقال: "بوبي
كريستينا، كوني فخورة بوالدتك دائماً. أحبتك كثيراً".
وتبعه المغني الاميركي ستيفي واندرز الذي ألقى كلمة بسيطة جداً قبل إهداء
ويتني هيوستن أغنية: "هذا موقف مؤثر. اودّ أن أشكر الله لأنه سمح لي أن
أعايش مغنية عظيمة مثلها وأريدكم أن تعرفوا أننا أحببناها واحترمناها طوال
معرفتنا لها وسنستمرّ."
أمّا عائلة الفنانة الراحلة، فمثلتها باتريسيا هيوستن زوجة اخ ويتني
هيوستن ومديرة أعمالها التي ألقت خطاباً طويلاً يُذكر منها الآتي: "اليوم
العالم يحتفل بجمال وموهبة ويتني هيوستن. ونحن كعائلة نحتفل بحياتها. وأقول
لكم أنها حتى في اوقات التعب والضياع، كانت معطاء، معطاء مهما كانت
الظروف. لقد احبتنا جميعاً وستبقى روحها إلى جانبنا. ويتني كانت محبّة
بالرغم من الذي قاله الناس، نجحت في مسيرتها الفنية بالرغم من كل شيء، كانت
فاعلة خير وعلمت أن وحده الله سيحكم عليها وليس الناس. ويتني هي اليوم
حرّة، من الألم والمشاكل وحتى من الموت. عادت إلى الديار".